الشيطان " (1) (اللغات).
789 الفرق بين الحلم والصبر: أن الحلم هو الامهال بتأخير العقاب المستحق، والحلم من الله تعالى عن العصاة في الدنيا فعل ينافي تعجيل العقوبة من النعمة والعافية، ولا يجوز الحلم إذا كان فيه فساد على أحد من المكلفين وليس هو الترك لتعجيل العقاب لان الترك لا يجوز على الله تعالى لأنه فعل يقع في محل القدرة يضاد المتروك ولا يصح الحلم إلا ممن يقدر على العقوبة وما يجري مجراها من التأديب بالضرب وهو ممن لا يقدر على ذلك ولهذا قال الشاعر:
* لا صفح ذل ولكن (2) * صفح أحلام * ولا يقال لتارك الظلم حليم إنما يقال حلم عنه إذا أخر عقابه أو عفا عنه ولو عاقبه كان عادلا، وقال بعضهم ضد الحلم السفه، وهو جيد لان السفه خفة وعجلة وفي الحلم أناة وإمهال، وقال المفضل السفه في الأصل قلة المعرفة بوضع الأمور مواضعها وهو ضعف الرأي، قال أبو هلال: وهذا يوجب أنه ضد الحلم لان الحلم من الحكمة والحكمة وجود الفعل على جهة الصواب، قال المفضل: ثم أجري السفه على كل جهل وخفة يقال سفه رأيه سفها، وقال الفراء:
سفه غير متعد وإنما ينصب رأيه على التفسير، وفيه لغة أخرى سفه يسفه سفاهة، وقيل السفيه في قوله تعالى " فإن كان الذي عليه الحق سفيها " (3) هو الصغير وهذا يرجع إلى أنه القليل المعرفة، والدليل على أن الحلم أجري مجرى الحكمة نقيضا للسفه قول المتلمس: