الفروق اللغوية - أبو هلال العسكري - الصفحة ٢٠٣
ومنها أن الحمد نقيضه الذم، ولهذا قيل: (1) " الشعير يؤكل ويذم ".
والمدح نقيضه الهجاء.
هذا والزمخشري لم يفرق بينهما. قال في الكشاف (2): " الحمد والمدح أخوان ". بمعنى واحد. (اللغات).
798 الفرق بين الحمد والمدح: أن الحمد لا يكون إلا على إحسان والله حامد لنفسه على إحسانه إلى خلقه فالحمد مضمن بالفعل، والمدح يكون بالفعل والصفة وذلك مثل أن يمدح الرجل باحسانه إلى نفسه وإلى غيره وان يمدحه بحسن وجهه وطول قامته ويمدحه بصفات التعظيم من نحو قادر وعالم وحكيم ولا يجوز أن يحمده على ذلك وإنما يحمده على إحسان يقع منه فقط.
799 الفرق بين الحمق والجهل: أن الحمق هو الجهل بالأمور الجارية في العادة، ولهذا قالت العرب: أحمق من دغة، وهي امرأة ولدت فظنت أنها أحدثت فحمقتها العرب بجهلها بما جرت به العادة من الولادة، وكذلك قولهم أحمق من الممهورة إحدى خدمتيها وهي امرأة راودها رجل عن نفسها فقالت لا تنكحني بغير مهر فقال لها مهرتك إحدى خدمتيك أي خلخاليك فرضيت فحمقها العرب بجهلها بما جرت به العادة في المهور، والجهل يكون بذلك وبغيره ولا يسمى الجهل بالله حمقا، وأصل الحمق الضعف ومن ثم قيل البقلة الحمقاء لضعفها، وأحمق الرجل إذا ضعف فقيل للأحمق أحمق لضعف عقله.

(1) وما يزال في الأمثال الدارجة المستعملة.
(2) قاله في تفسير سورة فاتحة الكتاب 1: 46. وقول المصنف: بمعنى واحد، إضافة منه.
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»
الفهرست