الفروق اللغوية - أبو هلال العسكري - الصفحة ٤٨٧
المال يزيد بالربا في العاجل.
1965 الفرق بين المحيط بالشئ والعالم به: أن أصل المحيط المطيف بالشئ من حوله بما هو كالسور الدائر عليه يمنع أن يخرج عنه ما هو منه ويدخل فيه ما ليس فيه، ويكون من قبيل العلم وقبيل القدرة مجازا فقوله تعالى " وكان الله بكل شئ محيطا " (1) يصلح أن يكون معناه أن كل شئ في مقدوره فهو بمنزلة ما قبض القابض عليه في إمكان تصريفه، ويصلح أن يكون معناه أنه يعلم بالأشياء من جميع وجوهها وقال " قد أحاط بكل شئ علما " (2) أي علمه من جميع وجوهه وقوله " وأحاط بما لديهم " (3) يجوز في العلم والقدرة وقال " قد أحاط الله بها " (4) أي قد أحاط بها لكم بتمليككم إياه وقال " والله محيط بالكافرين " (5) أي لا يفوتونه، وهو تخويف شديد بالغلبة فالمعلوم الذي علم من كل وجه بمنزلة ما قد أحيط به بضرب سور حوله وكذلك المقدور عليه من كل وجه فإذا أطلق اللفظ فالأولى أن يكون من جهة المقدور كقوله تعالى " والله محيط بالكافرين " وقوله " وكان الله بكل شئ محيطا " ويجوز أن يكون من الجهتين فإذا قيد بالعلم فهو من جهة المعلوم لا غير، ويقال للعالم بالشئ عالم وإن عرف من جهة واحدة فالفرق بينهما بين، وقد احتطت في الامر إذا أحكمته كأنك منعت الخلل أن يدخله، وإذا أحيط بالشئ علما فقد علم من كل وجه يصح أن يعلم منه، وإذا لم يعلم الشئ مشاهدة لم يكن

(١) النساء ٤: ١٢٦. (٢) الطلاق ٦٥: ١٢.
(٣) الجن ٧٢: ٢٨. (٤) الفتح ٤٨: ٢١.
(٥) البقرة ٢: 19.
(٤٨٧)
مفاتيح البحث: المنع (1)، الخوف (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 492 ... » »»
الفهرست