الفروق اللغوية - أبو هلال العسكري - الصفحة ٤٨٣
قولك مجن الشئ يمجن مجونا إذا صلب وغلظ ومنه سميت الخشبة التي يدق عليها القصار الثوب مجنة وأصل المجنة البقعة الغليظة تكون في الوادي وأصلها موجنة فقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها، ومنه الوجين وهو الغليظ من الأرض ومنه ناقة وجناء صلبة شديدة وقيل هي الغليظة الوجنات والوجنة ما صلب من الوجه، والمجون كلمة مولدة لم تعرفه العرب وإنما تعرف أصله وهو الذي ذكرناه، وقيل المزاح الابهام للشئ في الظاهر وهو على خلافه في الباطن من غير اغترار للايقاع في مكروه، والاستهزاء الإيهام لما يجب في الظاهر والامر على خلافه في الباطن على جهة الاغترار.
1948 الفرق بين المحارف والمحدود: (1960).
1949 الفرق بين المحال والكذب: أن المحال ما أحيل من الخبر عن حقه حتى لا يصح اعتقاده ويعلم بطلانه اضطرارا مثل قولك سأقوم أمس وشربت غدا والجسم أسود أبيض في حال واحدة، والكذب هو الخبر الذي يكون مخبره على خلاف ما هو عليه ويصح اعتقاد ذلك ويعلم بطلانه استدلالا. والمحال ليس بصدق ولا كذب، ولا يقع الكذب إلا في الخبر، وقد يكون المحال في صورة الخبر مثل قولك هو حسن قبيح من وجه واحد، وفي صورة الاستخبار مثل قولك أقدم زيد غدا، وفي صورة التمني كقولك ليتني في هذه الحال بالبصرة ومكة، وفي صورة الامر إتق زيدا أمس، وفي صورة النهي كقولك لا تلق زيدا في السنة الماضية، ويقع في النداء كقولك يا زيد بكر على أن تجعل زيدا بكرا.
وخلاف المحال المستقيم وخلاف الكذب الصدق. والمحال على ضربين تجويز الممتنع وإيجابه فتجويزه قولك المقيد يجوز أن يعدو
(٤٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 478 479 480 481 482 483 484 485 486 487 488 ... » »»
الفهرست