وقال أبو عبيد: في حديث النبي عليه السلام أنه قال: أنا برئ من كل مسلم مع مشرك، قيل: لم يا رسول الله قال: لا تراءى ناراهما.
قال أبو عبيد: أما قوله: لا تراءى ناراهما ففيه قولان:
أما أحدهما فيقول: لا يحل لمسلم أن يسكن بلاد المشركين فيكون منهم بقدر ما يرى كل واحد منهم نار صاحبه، فيجعل الرؤية في هذا الحديث في النار ولا رؤية للنار، وإنما معناه أن تدنو هذه من هذه وكان الكسائي يقول: العرب تقول: داري تنظر إلى دار فلان ودورنا تناظر ويقول: إذا أخذت في طريق كذا وكذا فنظر إليك الجبل فخذ عن يمينه أو [عن] يساره، هكذا كلام العرب، [و] قال