وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٤٥٧
كرامة، وأن ذلك لعظم خطرك عنده، فشمخت بأنفك، ونظرت في عطفك، جذلان مسرورا حيث رأيت الدنيا لك مستوسقة. والأمور متسقة، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا، فمهلا مهلا، أنسيت قول الله تعالى: (ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين) (1) أمن العدل يا ابن الطلقاء، تخديرك حرائرك وإمائك، وسوقك بنات رسول الله (ص) سبايا قد هتكت ستورهن، وأبديت وجوههن، تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد ويستشرفهن أهل المناهل والمناقل، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والدني والشريف، ليس معهن من رجالهن ولي ولا من حماتهن حمى؟ وكيف ترتجي مراقبة من لفظ فوه أكباد الأزكياء، ونبت لحمه من دماء الشهداء؟ وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر إلينا بالشنف والشنآن، والإحن والأضغان؟ ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم:
[لأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل] منحنيا على ثنايا أبي عبد الله (ع) سيد شباب أهل الجنة تنكثها بمخصرتك، وكيف لا تقول ذلك! وقد نكأت القرحة واستأصلت الشأفة بإراقتك دماء ذرية محمد (ص)، ونجوم الأرض من آل عبد المطلب، وتهتف بأشياخك زعمت أنك تناديهم فلتردن وشيكا موردهم، ولتودن انك شللت وبكمت ولم تكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت، اللهم خذ بحقنا وانتقم من ظالمنا، واحلل غضبك ممن سفك دماءنا وقتل حماتنا، فوالله ما فريت إلا جلدك، ولا حززت إلا لحمك، ولتردن على رسول الله (ص) مما تحملت من سفك دماء ذريته، وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته، حيث يجمع الله شملهم ويلم شعثهم ويأخذ بحقهم، (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) (2) وحسبك الله حاكما وبمحمد (ص)

(1) سورة آل عمران، الآية: 178.
(2) سورة آل عمران، الآية: 169.
(٤٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 452 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 ... » »»
الفهرست