وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٤٥٢
مسلوب العمامة والرداء، بأبي من أضحى معسكره يوم الاثنين نهبا، بأبي من فسطاطه مقطع العرى، بأبي من لا غائب فيرجى ولا جريح فيداوى، بأبي من نفسي له الفداء، بأبي المهموم حتى قضى، بأبي العطشان حتى مضى، بأبي من شيبه يقطر بالدماء، بأبي من جده محمد المصطفى، بأبي من جده رسول إله السماء، بأبي من هو سبط نبي الهدى، بأبي محمد المصطفى، بأبي خديجة الكبرى، بأبي علي المرتضى، بأبي فاطمة الزهراء (ع)، بأبي من ردت له الشمس حتى صلى، فأبكت والله كل عدو وصديق.
ولله در الشاعر حيث يقول:
[والطهر زينب تستغيث بندبها * غرقت بفيض دموعها وجناتها] [رقت لعظم مصابها أعداؤها * ومن الرزية أن ترق عداتها] ثم أنها (ع) سافرت هذا السفر المحزن وهي حزينة القلب كسيرة الخاطر باكية العين ناحلة الجسم مرتعدة الأعضاء، قد فارقت أعز الناس عليها وأحبهم إليها، تحف بها النساء الأرامل والأيامى الثواكل، وأطفال يستغيثون من الجوع والعطش، ويحيط بها القوم اللئام من قتلة أهل بيتها وظالمي أهلها وناهبي رحلها، كشمر بن ذي الجوشن وزجر بن قيس وسنان بن أنس وخولي بن زيد الأصبحي وحرملة بن كاهل وحجار بن أبي أبحر وأمثالهم لعنهم الله، ممن لم يخلق الله في قلوبهم الرحمة إذا دمعت عيناها أهوت عليها السياط، وإن بكت أخاها لطمتها الأيدي القاسية، وهكذا كان سفرها هذا.
ولقد تواترت الروايات عن العلماء وأرباب الحديث بأسانيدهم عن حذلم ابن كثير قال: قدمت الكوفة في المحرم سنة إحدى وستين عند منصرف علي بن الحسين (ع) [ومعه النساء والأطفال] من كربلاء ومعهم الأجناد يحيطون بهم، وقد خرج الناس للنظر إليهم، فلما أقبلوا بهم على الجمال بغير وطاء وجعلن نساء الكوفة يبكين وينشدن، فسمعت علي بن الحسين (ع) يقول بصوت ضئيل وقد نهكته العلة وفي عنقه الجامعة ويده مغلولة إلى عنقه: إن
(٤٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 ... » »»
الفهرست