أنها استأذنت من زوجها أو من حجة الله الإمام زين العابدين (ع)، غير ذلك مضافا إلى ما في الخبر من التهافت والتدافع، مثل أنها دخلت مصر لأيام بقيت من ذي الحجة وأقامت بها أحد عشر شهرا وخمسة عشر يوما، وتوفيت لخمسة عشر يوما مضت من رجب، وإن كان الصحيح أن دخولها مصر على تقدير صحة الخبر في غرة شعبان كما في كتاب (بطلة كربلاء) لبنت الشاطئ كما لا يخفى وكيف كان فالأرجح عندي أنها (ع) توفيت في الشام في النصف من شهر رجب من العام الخامس والستين من الهجرة وهو عام المجاعة، وذلك بمحضر زوجها الجواد عبد الله بن جعفر، ودفنت في إحدى قراه المعروفة برواية من غوطة دمشق المشتهرة الآن بقرية الست، والدليل على ما اخترناه ثلاثة أمور:
الامر الأول ما ذكره الفاضل الشيخ محمد مهدي المازندراني في الجزء الثاني من كتابه (معالي السبطين)، والفاضل الخطيب السيد جاسم السيد حسن شبر في كتابه (البلاغة العلوية) نقلا عن البحاثة المحقق آية الله السيد حسن صدر الدين (طاب ثراه)، قال في كتابه (نزهة أهل الحرمين): زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين (ع) وكنيتها أم كلثوم قبرها في قرب زوجها عبد الله بن جعفر الطيار خارج دمشق الشام معروف، جاءت مع زوجها عبد الله بن جعفر أيام عبد الملك بن مروان إلى الشام سنة المجاعة ليقوم عبد الله بن جعفر في مكان له من القرى والمزارع خارج الشام حتى تنقضي المجاعة، فماتت زينب (ع) هناك ودفنت في بعض تلك القرى، هذا هو التحقيق في وجه دفنها هناك، وغيره غلط لا أصل له، فاغتنم فقد وهم في ذلك جماعة فخبطوا خبط العشواء انتهى كلام السيد الصدر (أعلى الله مقامه)، وقوله: قبرها في قرب زوجها تصحيف وغلط مطبعي، والصحيح قبرها في قرى زوجها كما تدل عليه العبارة الآتية وهي قوله: ودفنت في بعض تلك القرى، فتنبه.