ابن زياد إلى يزيد يخبره بقتل الحسين (ع) وخبر أهل بيته، وساق الحديث إلى أن قال: وأما يزيد فإنه لما وصله كتاب ابن زياد أجابه عليه يأمره بحمل رأس الحسين (ع) ورؤوس من قتل معه، وحمل أثقاله ونسائه وعياله، فأرسل ابن زياد الرؤوس مع زجر بن قيس، وأنفد معه أبا بردة بن عوف الأزدي وطارق بن أبي ظبيان في جماعة من أهل الكوفة إلى يزيد، ثم أمر ابن زياد بنساء الحسن (ع) وصبيانه فجهزوا، وأمر بعلي بن الحسين فغل بغل إلى عنقه، وفي رواية في يديه ورقبته، ثم سرح بهم في أثر الرؤوس مع محفر بن ثعلبة العائدي وشمر بن ذي الجوشن، وحملوهم على الأقتاب وساروا بهم كما يسار بسبايا الكفار، فانطلقوا بهم حتى لحقوا بالقوم الذين معهم الرؤوس، فلم يكلم علي بن الحسن (ع) أحدا منهم في الطريق بكلمة حتى بلغوا الشام، فلما انتهوا إلى باب يزيد رفع محفر بن ثعلبة صوته فقال: هذا محفر بن ثعلبة أتى أمير المؤمنين باللئام الفجرة، فأجابه علي بن الحسين (ع) ما ولدت أم محفر أشر وألام، وعن الزهري أنه لما جاءت الرؤوس كان يزيد (لع) على منظرة جيرون فأنشد لنفسه:
[لما بدت تلك الحمول وأشرقت * تلك الشموس على ربى جيرون] [نعب الغراب فقلت صح أو لا تصح * فلقد قضيت من النبي ديوني] قال السيد ابن طاوس، قال الراوي: ثم أدخل ثقل الحسين (ع) ونساؤه ومن تخلف من أهل بيته على يزيد بن معاوية وهم مقرنون في الحبال، فلما وقفوا بين يديه وهم على تلك الحال قال له علي بن الحسين: أناشدك الله يا يزيد ما ظنك برسول الله (ص) لو رآنا على هذه الصفة؟ فأمر يزيد بالحبال فقطعت ثم وضع رأس الحسين (ع) بين يديه. وأجلس النساء خلفه لئلا ينظرن إليه، فرآه علي بن الحسين (ع) فلم يأكل بعد ذلك أبدا، واما زينب فإنها لما رأته أهوت إلى جيبها فشقته ثم نادت بصوت حزين يقرح القلوب: يا حسيناه يا