وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ١٥٠
غير ذلك مما ورد من أسمائها.
وكان أمير المؤمنين (ع) ولي حريث بن جابر الحنفي جانبا من المشرق، فبعث إليه ببنتي يزدجرد بن شهريار بن كسرى، فنحل ابنه الحسين شاهزنان منها، فأولدها زين العابدين ونحل الأخرى محمد بن أبي بكر، فولدت له القاسم فهما ابنا خالة.
روي عنه (ع) أنه كان يقول أنا ابن الخيرتين يعني جده محمدا (ص) وعليا (ع) وكسرى فهو ابن خيرة العرب والعجم، ولم يقل ذلك للبذخ والفخر ولكن بيانا للواقع وكأنه نظر إلى قول جده رسول الله (ص): إن لله من عباده خيرتين فخيرته من العرب القريش، ومن العجم فارس، ولقد أحسن من قال من أهل الكمال:
[وأن وليدا بين كسرى وهاشم * لأكرم من نيطت عليه التمائم] وكان مولده (ع) بالمدينة سنة ثمان وثلاثين من الهجرة فبقى مع جده أمير المؤمنين سنتين، ومع عمه الحسن اثنتي عشر سنة، ومع أبيه ثلاثا وعشرين سنة، وبعد أبيه أربعا وثلاثين سنة وقيل أربعين سنة، وفي هذه المدة ما تهنى (ع) بعد قتل أبيه وذريه وما جرى عليه بهنى منام ولا لذيذ شراب وطعام، كان إذا وضع خادمه بين يديه الطعام وقال له: كل سيدي يقول: آكل أم أشرب وقد قتل ابن رسول الله جائعا عطشانا.
[لا يذبح الكبش حتى يرو من ظمأ * ويقتل ابن رسول الله ظمآنا] حدث مولى له (ع) أنه برز يوما إلى الصحراء قال: فتبعته فوجدته قد سجد على حجارة خشنة، فوقفت وأنا أسمع شهيقه وبكاءه، وأحصيت عليه ألف مرة وهو يقول: لا إله إلا الله حقا حقا، لا إله إلا الله تعبدا ورقا، لا إله إلا الله إيمانا وتصديقا وصدقا، ثم رفع رأسه من سجوده وان وجهه ولحيته قد غمرا بالدموع، فقلت له: يا سيدي ما آن لحزنك أن ينقضي ولبكائك أن
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»
الفهرست