وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ١٥١
يقل؟ فقال لي: ويحك إن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم كان نبيا وابن نبي له إثنا عشر ابنا، فغيب الله واحدا منهم فشاب رأسه من الحزن، واحدودب ظهره من الغم، وذهب بصره من البكاء، وابنه حي في دار الدنيا، وأنا رأيت أبي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين، فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي؟.
[لقد تحمل من أرزائها محنا * لم يحتملها نبي أو وصي نبي] وكنيته (ع) أبو محمد، وأبو الحسن، وأبو بكر والأول أشهرها، وألقابه كثيرة منها زين العابدين.
كان (ع) ليلة في محرابه قائما يصلي فتمثل له الشيطان في صورة ثعبان ليشغله عن عبادته فلم يلتفت إليه، فجاء إلى ابهام رجله فالتقمها فلم يلتفت إليه، فألمه فلم يقطع صلاته، فلما فرغ منها وقد كشف الله له أنه شيطان فسبه ولطمه وقال: اخسأ يا ملعون، فذهب موليا عنه وقام (ع) إلى تمام ورده فسمع صوتا لا يرى قائله: أنت زين العابدين ثلاثا.
وقال ابن عباس: قال رسول الله: إذا كان يوم القيامة ينادي مناد: أين زين العابدين؟ فكأني أنظر إلى ولدي علي بن الحسين يخطو بين الصفوف، ومنها أنه سيد العابدين.
روي أيضا أن إبليس تصور له (ع) وهو قائم يصلي في صورة أفعى له عشرة رؤوس محدد الأنياب، طلع عليه من جوف الأرض من محل سجوده ثم تطاول في محرابه، فلم يفزعه ذلك ولم يكسر طرفه إليه، فانقض على رؤوس أصابعه يكدمها بأنيابه وينفخ عليه من نار جوفه وهو لا يكسر طرفه إليه ولا يحول قدميه، لم يبرح إبليس حتى انقض عليه شهاب محرق من السماء، فلما أحس به صرخ وقام إلى جانب الإمام (ع) في صورته الأولى ثم قال: يا علي أنت سيد العابدين كما سميت وأنا إبليس، والله لقد رأيت عبادة النبيين من عهد أبيك آدم إليك فما رأيت مثلك ولا مثل عبادتك ثم تركه وولى وهو في صلاته لا يشغله كلامه.
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»
الفهرست