أو أكذوبة جاءت من فجر التاريخ الإسلامي كانت من نسج لخيال علماء الشيعة واعتبروها مغمزا يغمزون به عليهم وها هو البحاثة الجليل (مرتضى العسكري) (يسجل لنا في كتابه) عبد الله ابن سبأ إن هذه الشخصية لم تخرج عن كونها شخصية خرافية، وإن ما أورده المؤرخون عنه من حكايات في ترويج التشيع لم يكون أكثر من أكذوبة سجلها الرواة حول هذه الشخصية الوهمية ليحملوا على الشيعة ما شاء لهم أن يحملوا، وليغمزوا ما شاء لهم أن يغمزوا.
لقد جمع هذا البحاثة المقارن تحقيقاته العلمية، وأبحاثه الشيقة من متفرقات الكتب ومنشورات الآثار، وبطون المصادر، وصال وجال في كل ميدان من ميادين التاريخ الإسلامي حتى وصل إلى هذه الحقيقة ناصعة جلية، وقد حاول الأستاذ المحقق في كل مبحث من مباحثه التي جاء بها في هذا الكتاب أن يقيم الحجة الدامغة على أعداء الشيعة وخصومهم حين استشهدوا على آرائه العلمية بنصوص ثابتة من أقوال الخصوم أنفسهم، فأقام الحجة عليهم من أقرب طريق والمطلع في هذا الكتاب يستطيع أن يقف في سهولة ويسر على التحقيقات العلمية التي أجراها المؤلف في أحاديث (سيف بن عمر) التي كانت تشغل أدمغة المؤرخين منذ ظهر التاريخ الإسلامي المدون إلى وقت قريب منا، قيض الله للتاريخ فيه جهابذة محققين لا يخشون في الله وفي الحق لومة لائم كان الأستاذ المؤلف في الطليعة منهم، حين استطاع أن يحمل الباحثين على إعادة النظر فيما جاء به أبو جعفر الطبري في كتابه (تاريخ الأمم والملوك) وأن يحملهم على النقد التاريخي لكل ما جاء في هذا الكتاب وغيره من أمهات