موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٦٢٧
سرور وشماتة، فلم يلبث بذلك إلا قليلا حتى بدت في ذلك المكان من وجهة لمعة بيضاء، فلم تزل تزيد أيضا وتنمى حتى أسفر وجهه وأشرق وافتر السيد الحميري ضاحكا وأنشأ يقول:
كذب الزاعمون أن عليا * لن ينجي محبه من هنات قد وربي دخلت جنة عدن * وعفا لي الإله عن سيئات وأبشروا اليوم أولياء علي * وتولوا علي حتى الممات ثم من بعده تولوا ابنيه * واحدا بعد واحد بالصفات ثم أتبع قوله هذا:
" أشهد أن لا إله إلا الله حقا حقا، وأشهد أن محمدا رسول الله حقا حقا، وأشهد أن لا إله إلا الله " ثم أغمض عينه لنفسه، فكأنما كانت روحه ذبالة طفيت أو حصاة سقطت، فانتشر هذا القول في الناس، فشهد جنازته والله الموافق والمخالف.
* * * وفيه أيضا عن المناقب، عن الأغاني: قال عباد بن صهيب: كنت عند جعفر ابن محمد الصادق، فأتاه نعي السيد الحميري، فدعا له وترحم عليه، فقال له:
يا بن رسول الله، وهو يشرب الخمر ويؤمن بالرجعة؟ فقال (عليه السلام): حدثني أبي عن جدي أن محبي آل محمد لا يموتون إلا تائبين، وقد تاب، ورفع (عليه السلام) مصلى كان تحته، فأخرج كتابا من السيد الحميري يعرفه أنه قد تاب ويسأله الدعاء.
* * *
(٦٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 622 623 624 625 626 627 628 629 630 631 632 ... » »»