موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٦٣٢
ابن أبي طالب وحاضنة الرسول العظيم ومربيته (عليهما السلام).
واتفق مؤرخو الإمامية على أن المنصور العباسي اغتاله بالسم على يد عامله بالمدينة، وقيل: إن السم كان مدسوسا في عنب، كما ذكر ذلك الكفعمي في المصباح.
وذكر بعض علماء أهل السنة ومؤرخيهم أيضا أن شهادته (عليه السلام) كانت بالسم، كما في " إسعاف الراغبين " و " نور الأبصار " و " تذكرة الخواص " و " الصواعق المحرقة " وغيرها.
وفي بحار الأنوار (1) ومحاسن البرقي (2): ولما كاد أن يلفظ النفس الأخير من حياته أمر أن يجمعوا له كل من بينه وبينهم قرابة، وبعد أن اجتمعوا عنده فتح عينيه في وجوههم، فقال مخاطبا لهم: إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة.
وهذا مما يدلنا على عظيم اهتمام الشارع المقدس بالصلاة، فلم تشغل إمامنا الفذ (عليه السلام) ساعة النزع الأخيرة من حياته عن هذه الفريضة والوصية بها، وما ذاك إلا لأنه الإمام الذي يهمه أمر الأمة، وإرشادها إلى الصلاح حتى آخر نفس من حياته الشريفة، وكانت الصلاة بين شفتيه، وهو أهم ما يوصي به ويلفت إليه.
وأحسب إنما خص أقرباءه بهذه الوصية؛ لأن الناس يرتقبون منهم الإصلاح والإرشاد، ويقتدون بهم، أسوة بسلفهم، فيكون تبليغ هذه الوصية على ألسنتهم أنفذ، ولأنهم عترة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، فعسى أن يتوهموا أن قربهم من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم وسيلة للشفاعة ينفعهم وإن تسامحوا في بعض أحكام الشريعة.
فأراد الإمام الصادق (عليه السلام) أن يلفتهم إلى أن القرب لا ينفعهم ما لم يكونوا قائمين بفرائض الله سبحانه وتعالى.

(١) بحار الأنوار ٤٧: ٢، الحديث 5.
(2) محاسن البرقي 1: 80.
(٦٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 627 628 629 630 631 632 633 634 635 636 637 ... » »»