موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٦٠٠
جنب شرفك حقير، خاب الوافدون على غيرك، وخسر المتعرضون إلا لك، وضاع الملمون إلا بك، وأجدب المنتجعون إلا من انتجع فضلك، بابك مفتوح للراغبين، وجودك مباح للسائلين، وإغاثتك قريبة من المستغيثين، لا يخيب منك الآملون، ولا ييأس من عطائك المتعرضون، ولا يشقى بنقمتك المستغفرون، رزقك مبسوط لمن عصاك، وحلمك متعرض لمن ناواك، عادتك الإحسان إلى المسيئين، وسنتك الإبقاء على المعتدين، حتى لقد غرتهم أناتك عن الرجوع، وصدهم إمهالك عن النزوع، وإنما تأنيت بهم ليفيئوا إلى أمرك، وأمهلتهم ثقة بدوام ملكك، فمن كان من أهل السعادة ختمت له بها، ومن كان من أهل الشقاوة خذلته بها، كلهم صائرون إلى حكمك، وأمورهم آيلة إلى أمرك، لم يهن على طول مدتهم سلطانك، ولم يدحض لترك معاجلتهم برهانك، حجتك قائمة لا تدحض، وسلطانك ثابت لا يزول، فالويل الدائم لمن جنح عنك، والخيبة الخاذلة لمن خاب منك، والشقاء الأشقى لمن اغتر بك ".
دعاؤه في رجب:
" يا من أرجوه لكل خير، وآمن سخطه من كل شر، يا من يعطي الكثير بالقليل، يا من يعطي من سأله، يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحننا منه ورحمة، أعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا، وجميع خير الآخرة، واصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا، وجميع شر الآخرة، فإنه غير منقوص ما أعطيت، وزدني من فضلك يا كريم... ".
" يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا النعماء والجود، يا ذا المن والطول، حرم شبابي وشيبتي على النار... " (1).

(1) إقبال الأعمال: 644.
(٦٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 595 596 597 598 599 600 601 602 603 604 605 ... » »»