موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٥٣٠
قال (عليه السلام): تلك خلال، أولها أنهم عرفوا التوحيد حق معرفته وأحكموا علم توحيده، والإيمان بعد ذلك بما هو وما صفته، ثم علموا حدود الإيمان وحقائقه وشروطه وتأويله.
قال سدير: يا ابن رسول الله، ما سمعتك تصف الإيمان بهذه الصفة؟
قال (عليه السلام): نعم يا سدير، ليس للسائل أن يسأل عن الإيمان ما هو حتى يعلم الإيمان بمن...
ويستمر الإمام (عليه السلام) في حديثه عن شرح معنى الإيمان وصفته، فيقول:
صفة الإيمان: الإقرار، والخضوع لله بذل الإقرار، والتقرب إليه به والأداء له بعلم كل مفروض من صغير أو كبير،... فلا يخرج المؤمن من صفة الإيمان إلا بترك ما استحق أن يكون به مؤمنا، وإنما استوجب واستحق اسم الإيمان ومعناه بأداء كبار الفرائض موصولة، وترك كبار المعاصي واجتنابها، وإن ترك صغار الطاعة، وارتكب صغار المعاصي فليس بخارج من الإيمان، ولا تارك له، ما لم يترك شيئا من كبار الطاعة ولم يرتكب شيئا من كبار المعاصي، فما لم يفعل ذلك فهو مؤمن؛ لقوله تعالى: ﴿إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما﴾ (1) يعني المغفرة ما دون الكبائر، فإن هو ارتكب كبيرة من كبائر المعاصي كان مأخوذا بجميع المعاصي صغارها وكبارها معاقبا عليها معذبا بها، فهذه صفة الإيمان وصفة المؤمن المستوجب للثواب.
وقد يخرج المؤمن من الإيمان، بخمس خصال من الفعل، وهي: الكفر، والشرك بالله، والضلال، والفسق، وركوب الكبائر.

(٥٣٠)
مفاتيح البحث: سورة النساء (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 525 526 527 528 529 530 531 532 533 534 535 ... » »»