موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٥٢٧
أن تكونوا مؤمنين حقا حقا، ولا قوة إلا بالله.
وإياكم ومعاصي الله أن تركبوها، فإنه من انتهك معاصي الله فركبها، فقد أبلغ في الإساءة إلى نفسه، وليس بين الإحسان والإساءة منزلة، فلأهل الإحسان عند ربهم الجنة، ولأهل الإساءة عند ربهم النار، فاعملوا بطاعة الله، واجتنبوا معاصيه واعلموا أنه ليس يغني عنكم من الله أحد من خلقه، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا من دون ذلك، فمن سره أن تنفعه شفاعة الشافعين فليطلب إلى الله أن يرضى عنه.
واعلموا أنه بئس الحظ الخطر لمن خاطر بترك طاعة الله، وركب معصيته، فاختار أن ينتهك محارم الله، في لذات دنيا منقطعة زائلة عن أهلها، على خلود نعيم في الجنة ولذاتها، وكرامة أهلها، ويل لأولئك، ما أخيب حظهم، وأخسر كرتهم وأسوأ حالهم عند ربهم يوم القيامة، استجيروا الله أن يجريكم في مثالهم أبدا وأن يبتليكم بما ابتلاهم به. ولا قوة لنا ولكم إلا به.
فاتقوا الله وسلوه أن يشرح صدوركم للإسلام، وأن يجعل ألسنتكم تنطق بالحق حتى يتوفاكم وأنتم على ذلك، وأن يجعل منقلبكم منقلب الصالحين.
ولا قوة إلا بالله، والحمد لله رب العالمين (1).
وقال أيضا في معرض وصاياه لشيعته:
وإذا صليتم الصبح وانصرفتم فبكروا في طلب الرزق واطلبوا الحلال، فإن الله عز وجل سيرزقكم ويعينكم عليه.

(1) روضة الكافي: 397 - 408.
(٥٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 522 523 524 525 526 527 528 529 530 531 532 ... » »»