84 - محمد بن مسلم:
قال النجاشي (1): محمد بن مسلم بن رباح، أبو جعفر، الأوقص، الطحان، مولى ثقيف، الأعور، وجه أصحابنا بالكوفة، فقيه، ورع، صحب أبا جعفر وأبا عبد الله (عليهما السلام) وروى عنهما، وكان من أوثق الناس، له كتاب يسمى الأربعمائة مسألة في أبواب الحلال والحرام (2).
وكان من الأفذاذ الذين لا يأتي بهم الدهر إلا صدفة، وقد كان المثل الأعلى في الصلاح والطاعة لأئمته والامتثال لأوامرهم والاقتداء بسيرتهم، والأمين عند جماعة الناس، فكان فضله وصلاحه معروفين حتى عند من يخالفه في سيرته وسريرته، غير أنهم طعنوا فيه بالرفض، الذي كان يراه وأهل طريقته سمة جميلة ومفخرة سامية.
وقد عد فقيه عصره، الذي هو خيرة العصور في الفقه والفقهاء حتى قال فيه عبد الرحمن بن الحجاج وحماد بن عثمان - وهما من قد علمت -: ما كان أحد من الشيعة أفقه من محمد بن مسلم، وإن فقهاء عصره هم الذين حفظوا شرع أحمد المختار (صلى الله عليه وآله) كما قال ذلك إمامهم الصادق (عليه السلام)، وكيف لا يكون الفقيه الأوحد وقد سمع من أبي جعفر (عليه السلام) ثلاثين ألف حديث، ومن أبي عبد الله (عليه السلام) ستة عشر ألف حديث، ومن ألقى نظرة على كتب الحديث عرف كيف بلغت روايته كثرة ووفرة.