موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٤٤٥
أن يعرف رضاه وسخطه إلا برسول لمن لم يأته الوحي، فينبغي أن يطلب الرسل، فإذا لقيهم عرف أنهم الحجة، إن لهم الطاعة المفترضة [قال (عليه السلام): صدقت].
فقلت للناس: أليس تعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان هو الحجة من الله على خلقه؟ قالوا: بلى، قلت: فحين مضى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من كان الحجة؟
قالوا: القرآن. فنظرت في القرآن فإذا هو [ذات أوجه] يخاصم به المرجئ، والقدري، والزنديق الذي لا يؤمن به حتى يغلب الرجال بخصومته، فعرفت أن القرآن لا يكون حجة إلا بقيم: ما قال فيه من شيء كان حقا، فقلت لهم: من قيم القرآن؟ قالوا: ابن مسعود قد كان يعلم، وعمر يعلم، وحذيفة، قلت: كله؟
[أي كل القرآن]، قالوا: لا، فقالوا: إنه ما كان يعرف ذلك كله إلا علي [ابن أبي طالب] (عليه السلام)، قلت: وإذا كان الشيء بين القوم وقال هذا: لا أدري، وقال هذا: لا أدري، وقال هذا: لا أدري، ولم ينكر عليه [أحد] [إذن] كان القول قوله (عليه السلام)، وأشهد أن عليا (عليه السلام) كان قيم القرآن، وكانت طاعته مفترضة، وكان حجة على الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإنه ما قال في القرآن فهو حق، فقال (عليه السلام): رحمك الله. فقلت: إن عليا (عليه السلام) لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإن الحجة بعد علي الحسن بن علي (عليه السلام) وأشهد على الحسن أنه كان حجة وإن طاعته مفروضة، فقال (عليه السلام): رحمك الله، وقبلت رأسه وقلت: أشهد على الحسن أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك أبوه وجده وأن الحجة بعد الحسن الحسين وكانت طاعته مفروضة. فقال (عليه السلام):
رحمك الله، وقبلت رأسه وقلت: أشهد على الحسين أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده، وأن الحجة من بعده علي بن الحسين وكانت طاعته مفترضة. فقال (عليه السلام):
رحمك الله. وقبلت رأسه وقلت: وأشهد أن علي بن الحسين لم يذهب حتى ترك
(٤٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 450 ... » »»