موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٤٣٩
عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن إسماعيل بن جابر، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لي: يا إسماعيل، قتل المعلى؟ قلت: نعم. قال: أما والله لقد دخل الجنة.
وقال الكشي أيضا (1): لما أخذ داود بن علي المعلى خنيس، حبسه وأراد قتله، فقال له معلى: أخرجني إلى الناس فإن لي دينا كثيرا ومالا، حتى أشهد بذلك، فأخرجه إلى السوق، فلما اجتمع الناس قال: يا أيها الناس، أنا معلى بن خنيس، فمن عرفني فقد عرفني، اشهدوا أن ما تركت من مال عين أو دين أو أمة أو عبد أو دار أو قليل أو كثير فهو لجعفر بن محمد، فشد عليه صاحب الشرطة فقتله، فلما بلغ ذلك أبا عبد الله (عليه السلام) خرج يجر ذيله حتى دخل على داود بن علي [والي المدينة] وإسماعيل ابنه خلفه، فقال: يا داود، قتلت مولاي وأخذت مالي؟
قال: ما أنا قتلته، ولا أخذت مالك، قال: والله لأدعون الله على من قتل مولاي وأخذ مالي! قال: ما قتلته ولكن قتله صاحب شرطتي، فقال: بإذنك أو بغير إذنك؟ قال: بغير إذني، قال: يا إسماعيل، شأنك به؟ قال: فخرج إسماعيل والسيف معه حتى قتله في مجلسه " أي صاحب الشرطة ".
فلم يزل أبو عبد الله (عليه السلام) ليلته ساجدا وقائما وفي آخر الليل وهو ساجد ينادي ربه: اللهم إني أسألك بقوتك القوية، وبمحالك الشديد، وبعزتك التي خلقك لها ذليل، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تأخذه الساعة، قال: فما رفع رأسه من سجوده حتى جاءت الصيحة، فقالوا: مات داود بن علي، فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
إني دعوت عليه بدعوة بعث الله إليه ملكا، فضرب رأسه بمرزبة انشقت منها مثانته.

(1) رجال الكشي: 377، الرقم 708.
(٤٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 ... » »»