موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١٦٧
أما الأحداث السياسية في تلك الفترة فقد كانت منطلقاتها الثورية التي كانت تتزعم إثارتها في سبيل السيطرة على الحكم، ولم يكن هناك سوى منطلقين رئيسيين للثورة.
1 - المنطلق العلوي: الذي كان يتزعمه مبدئيا عبد الله بن الحسن، ومن خلفه القوى العلوية الثائرة كافة.
2 - المنطلق العباسي: الذي كان يتزعمه محمد بن علي بن عبد الله ابن العباس، ولم تكن له أية خلفية ثورية تساند تحركه مبدئيا، بل كان يعتمد على قوة الشعار الذي رفعه كمنطلق للعمل الثوري الشعبي، وهو الدعوة (للرضا من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)).
وقد كان بين هذين المنطلقين تنافس صامت، وتناقض في الاتجاه عميق، ولكن الاتجاه السياسي العام لم يكن في صالح المنطلق العباسي، مما اضطر العباسيين إلى إبقاء دعوتهم في الظل، والتظاهر بوحدة الموقف مع العلويين.
ولم يكن في بادىء الأمر أي أمل جدي في الحكم، لولا بعض التصريحات المثيرة التي صدرت من الإمام الباقر (عليه السلام) ومن ثم في تخصيص أبي جعفر المنصور بالحكم، صاحب (القباء الأصفر) - الذي ذكرناه مفصلا في الجزء الثامن من هذه الموسوعة - للإمام الصادق (عليه السلام) بعدم نجاح العلويين، ورجوع الأمر بعد ذلك للعباسيين.
قال أبو الفرج الاصفهاني في (مقاتل الطالبيين)، في معرض حديثه عن محمد بن عبد الله بن الحسن: وبايعه - أي محمد بن عبد الله - رجال من بني هاشم جميعا من آل أبي طالب وآل العباس، وسائر بني هاشم، ثم ظهر من جعفر بن محمد الصادق قول أنه لا يملك، وأن الملك يكون في بني العباس، فانتبهوا (بنو العباس)
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»