كتابه بيمينه، وتكتب له براءة من النار، ويبيض وجهه، ويكسى حلل من حلل الجنة ، ويشفع في مائة من أهل بيته، وينظر الله عز وجل إليه بالرحمة، ويتوج من تيجان الجنة، والعاشرة يدخل الجنة بغير حساب، فطوبى لمحبي أهل بيتي " (1).
وواضح من هذا الحديث ومما تقدم من أحاديث هذا الفصل أن حب أهل البيت عليهم السلام يعني حب خصال الخير ومكارم الأخلاق التي ندب إليها الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم كالزهد، والورع في الدين، والرغبة في العبادة، والتوبة قبل الموت، وقيام الليل، وغيرها مما يؤدي بالعبد إلى منازل الأخيار والفوز بالرضوان.
ومن هنا يتضح أيضا أن إيجاب حبهم عليهم السلام يعني إيجاب التمسك بهم كقادة رساليين يمثلون إرادة الحق وسنة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم لإقامة دعائم الدين وتهذيب النفوس لتبلغ منازل الكمال التي أرادها الله تعالى لها.
وكذلك وجوب محبة شيعتهم والتبري من أعدائهم، لأن مجرد حبهم عليهم السلام دون العمل بما يقتضيه ذلك الحب لا يغني عن صاحبه شيئا ولا يوصله إلى نيل المعطيات التي أشرنا إليها في هذا الفصل.
ولهذا ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: " ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت، لأنك لا تجد أحدا يقول: أنا أبغض محمدا وآل محمد، ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتوالونا وتتبرأون من أعدائنا " (2).