فقال (عليه السلام) لي: " أحسنت، ضاهيت إبراهيم الخليل صلوات الله عليه، حيث قال جبرئيل (عليه السلام) هل من حاجة؟ فقال: لا أقترح على ربي، بل حسبي الله ونعم الوكيل ". (1) وهنا يعلمنا الحسين (عليه السلام) في عيادته لابنه علي السجاد أخلاقية العيادة وفن الكلام مع المريض، وترى ابنه العزيز وربيبه الكامل كيف لا يرغب لنفسه إلا ما رغب له ربه، ولا يشتهي حتى الاقتراح على الله العالم بمصلحته الواقعية، وهكذا فمن غير الأدب أن يقترح الإنسان على هذا الإله العليم الرحيم شيئا والله أعلم بما يصلحه، ولذلك كان من أدعية العرفاء الصالحين: " اللهم افعل بي، ما أنت أهله ولا تفعل بي ما أنا أهله ".
نرجو أن نتعلم هذه الأخلاق المعنوية ونتأدب بآداب الحسين وأبنائه البررة في السلوك إلى الله تعالى، حيث هذا الأدب ينعكس أيضا على معاشرة الانسان مع الناس.
* الدروس المستفادة هنا:
1 - أهمية عيادة المريض، وما لاختيار الكلمات الصحيحة في الحديث معه من أثر نفسي على شفائه.
2 - واجب المؤمن أن يسلم أمره إلى الله في كل الحالات، فذلك ما يبدل حاله إلى أحسن حال بإذن الله الذي بيده الخير وهو على كل شئ قدير.
E / في التواضع وتسديد الخدمة تسديد الخدمة للصالحين مفردة من الفضائل الأخلاقية، وقد رغب فيه الإسلام وشرع له منهاجا أخلاقيا حكيما، فكيف إذا كانت هذه الخدمة لأشرف الكائنات في عصره كالإمام المهدي (عليه السلام) منقذ البشرية من ويلاتها، فهنا تكون الخدمة تتجه نحو الواجب التطوعي تارة والواجب التعييني تارة أخرى. ولأهمية هذه الخدمة ورد في الحديث أن الحسين بن علي (عليهما السلام) سئل: هل ولد المهدي (عليه السلام)؟
قال: " لا، ولو أدركته لخدمته أيام حياتي ". (2)