مدخل إلى دراسة نص الغدير - الشيخ محمد مهدي الآصفي - الصفحة ١١٧
والتبسيط للتاريخ بهذه الصورة لو كان هذا الإعلام والإشهار في غير هذا الأمر من أمور المسلمين، ولم يكن محملا بهذه التبعة التأريخية الثقيلة من الحساسيات السياسية التي تراكمت حول قضية الخلافة السياسية بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
والتشكيك في دلالة (المولى) في النص كالتشكيك في دلالة الحديث والموقف والحشد الكبير الذي أشهر فيهم رسول الله ولاية الإمام علي عليه السلام يومئذ على المسلمين.
ففي كثير من الطرق الصحيحة لهذا النص يسأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أولا: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ وبعد أن يقروا له بذلك الإيجاب. يقول:
من كنت مولاه فهذا علي مولاه.
وهو نص في إرادة الإمامة من الولاية، أو كالنص، لا يكاد يرتاب فيه أحد إذا تجرد عن الرواسب التاريخية لهذا الخلاف.
ولست أعرف بعد هذه المقدمة والاستفهام من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والإقرار من الناس بولاية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجها للتأمل والتوقف في معنى (المولى) في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فهذا علي مولاه.
وقد وردت هذه القرينة والسؤال والإقرار في صحاح الروايات كما ذكرنا من قبل.
ثم يعقب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا الإعلان والإشهار لولاية الإمام علي عليه السلام بالدعاء لمن يواليه:
اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»