فقيل: يا رسول الله كم الأئمة بعدك؟ قال: اثنا عشر من أهل بيتي. أو قال: من عترتي .
واخرج ابن أبي شيبة عن علي عليه السلام قال: انما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح وكباب حطة .
واخرج القطان في أماليه وابن مردويه عن عباد بن عبد الله الأسدي في حديث ابن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: والله ان مثلنا في هذه الأمة كمثل سفينة نوح في قوم نوح، وان مثلنا في هذه الأمة كمثل باب حطة في بني إسرائيل.
وقال ابن حجر: وجه تشبههم بالسفينة فيما مر ان من أحبهم وعظمهم شكرا لنعمة مشرفهم صلى الله عليه وآله وسلم، واخذ بهدى علمائهم نجا من ظلمة المخالفات، ومن تخلف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم وهلك في مفاوز الطغان، ومر في خبر ان من حفظ حرمة الاسلام وحرمته صلى الله عليه وآله وحرمه رحمه حفظ الله تعالى دينه ودنياه، ومن لا لم يحفظ دنياه ولا آخرته، وورد (يرد الحوض أهل بيتي ومن أحبهم من أمتي كهاتين السبابتين)، ويشهد له خبر (المر مع من أحب)، وباب حطة ان الله تعالى جعل دخول ذلك الباب الذي هو باب أريحا أو بيت المقدس مع التواضع والاستغفار سببا للمغفرة، وجعل لهذه الأمة مودة أهل البيت سببا لها كما سيأتي قريبا.
وقال السيد أبو بكر بن شهاب الدين العلوي الحسيني الشافعي الحضرمي: ووجه تمثيله صلى الله عليه وآله لهم بسفينة نوح، ان النجاة من هول الطوفان ثابتة لمن ركب تلك السفينة، وان من تمسك باهل بيته صلى الله عليه وآله واخذ بهديهم كما عليه في الأحاديث السابقة نجا من ظلمات المخالفات واعتصم بأقوى سبب إلى رب البريات، ومن تخلف عن ذلك واخذ غير مأخذهم ولم يعرف حقهم غرق في بحار الطغيان واستوجب الحلول في النيران، إذ من المعلوم مما سبق ويأتي ان بغضهم منذر بحلولها موجب لدخولها.
واما وجه تمثيله صلى الله عليه وآله لهم بباب حطة وهو باب أريحا وقيل باب بيت المقدس فذلك ان المولى سبحانه وتعالى جعل لبني إسرائيل دخولهم الباب مستغفرين متواضعين سببا للغفران، كما تقدم عن ثابت البناني في قوله عز وجل (وانى لغفار لمن