مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ٢ - الصفحة ٦٩
الوضوح، فإنهم لم يختصوا بهذا التشريف من دون الناس الا لكونهم معدنا للعلوم النبوية والأحكام الشرعية والفضائل المحمودة، فلابد ان لا يخلو الزمان ممن يكون منهم موصوفا بهذا الصفات وأهلا لان يكون مشرفا بهذا التشريف، وأمانا لهذه الأمة المرحومة ولجميع أهل الأرض من الزوال والفناء والاختلاف.
وأصرح من الجميع في أن المراد من أهل البيت أئمتهم وعلماؤهم، ما أخرجه الحاكم عن ابن عباس وصححه، فان اتصاف أهل البيت بكونهم أمانا للأمة من الاختلاف على سبيل الاطلاق في الأمور الدينية وغيرها، كما قال صلى الله عليه وآله (وأهل بيتي أمان لامتي من الاختلاف) ليس الا بعلمائهم وأئمتهم عليهم السلام الذين نص عليهم النبي صلى الله عليه وآله في غير هذه الأحاديث.
وهم الذين وصفهم سيدهم وأفضلهم الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام فيما قال في أوصافهم: لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه، إليهم يفي الغالي وبهم يلحق التالي ، وهم أزمة الحق وأعلام الدين والسنة الصدق.
هم الراقون في أوج الكمال * وهم أهل المعارف والمعالي وهم سفن النجاة إذا ترامت * باهل الأرض أمواج الضلال أمان الأرض من غرق وخسف * وحصن الملة الصعب المثال وهم في غرة الدين بدور * تسامت بالجميل وبالجمال كفى خبر الوصية انهم * وال كتاب معا إلى يوم الحجال عليهم بعد جدهم صلاة * وتسليم ورحمة ذي الجلال سائر الأحاديث من تدبر في أحاديث الثقلين والسفينة والأمان يظهر له ان سبيل النجاة للجميع منحصر في التمسك باهل البيت، واليك طوائف أخرى من الأحاديث الدالة على ذلك:
(فالأول) من هذه النصوص المرشدة إلى صحة الاحتجاج بفتاواهم والاقتداء بهم، ما أخرجه الحافظ أبو نعيم بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سره ان يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربى، فليوال عليا من بعدي وليوال وليه وليقتد بالأئمة من بعدي، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي، رزقوا فهما وعلما،
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»