مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ٢ - الصفحة ٣٩٧
فإذا ما ذكره الخطيب لا يمنع من التقريب والتجاوب، والتفاهم واتحاد الكلمة، بعد الاتفاق على الأسس التي قام عليها الاسلام، وعلى المسلمين ان لا يتركوا الاعتصام بحبل الله لهذه الآراء التي أحدثتها سياسة الأمراء الجبابرين، وان يتمسكوا بالدعوة المحمدية، وهدى القرآن والسنة، ويأخذوا بقوله تعالى (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون).
فلا يجددوا هذه المناقشات، ولا يخوضوا في هذه المباحث، فإنه ليس عليهم حساب الأموات، ولا ينبغي ان يكون لهم غرض الا نشد ان الحقيقة، فان الله عليم بما في صدور العالمين.
خدمات الفرس للاسلام والمسلمين يجب على كل مسلم في شرق الأرض وغربها ان يقدر خدمات الفرس للاسلام وعلومه، وان يفتخر بهم وبمساعيهم الجميلة في سبيل اعلاء كلمة الاسلام ومعارفه وآدابه، قوم مدحهم الله في كتابه، فقال سبحانه وتعالى (ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغنى وأنتم الفقراء وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم).
اخرج البغوي في مصابيح السنة عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وآله تلا هذه الآية (وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين ان تولينا استبدلوا بنا ثم لا يكونوا أمثالنا؟ فضرب على فخذ سلمان الفارسي ثم قال: هذا وقومه، ولو كان الدين عند الثريا لتناله رجال من الفرس.
واخرج أيضا عن أبي هريرة قال: ذكرت الأعاجم عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقال النبي صلى الله عليه وآله: لأنا بهم أو ببعضهم أوثق منى بكم أو ببعضكم.
واخرج أيضا عن أبي هريرة قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وآله إذ نزلت سورة الجمعة فلما نزلت هذه (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم) قالوا: من هؤلاء يا رسول الله؟
قال: وفينا سلمان الفارسي، ثم قال: فوضع النبي صلى الله عليه وآله يده على سلمان ثم قال: لو كان الايمان بالثريا لناله رجال من هؤلاء. واخرج ابن الأثير في أسد الغابة ف عن قيس بن سعد: لو كان العلم متعلقا بالثريا لناله ناس من فارس.
واخرج السيوطي في مفحمات الاقران في تفسير مبهمات القرآن ف‍ (سورة الجمعة) (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم) اخرج البخاري عن أبي هريرة مرفوعا انهم قوم سلمان،
(٣٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 ... » »»