مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ٢ - الصفحة ٣٨٨
على الحوض).
واخرج في أسد الغابة (عن أبي سلامة الأسلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
سيكون عليكم أئمة يملكون أرزاقكم، وانهم يحدثونكم فيكذبونكم ويعملون فيسيئون، ولا يرضون منكم حتى تحسنوا قبيحهم، وتصدقوا كذبهم، فاعطوهم الحق ما رضوا به، فإذا تجوروا فقاتلوهم، فمن قتل على ذلك فإنه منى وانا منه، أخرجه الثلاثة.
وفى حديث آخر وصف فيه حال الفقهاء والقراء الذين يأتون الأمراء الظالمين:
ان ناسا من أمتي سيتفقهون في الدين، ويقرأون القرآن، ويقولون نأتي الأمراء فنصيب من دنياهم، ونعتزل بديننا، ولا يكون ذلك، كما لا يجتنى من القتاد الا الشوك، كذلك لا يجتنى من قربهم الا.. قال الراوي: كأنه يعنى الخطايا.
ونعم ما وصف به فيلسوف المعرة حال الأمة مع هذه الأمراء قال:
قل المقام فكم أعاشر أمة * أمرت بغير صلاحها أمراؤها ظلموا الرعية واستجازوا كيدها * فعدوا مصالحها وهم أجراؤها والأساس المتين الذي يجب ان تقوم عليه كل حكومة اسلامية لتكون شرعية يجب على الناس تأييدها ان تكون صالحة عادلة، مصدر تحقيق رسالة الاسلام، ومظهر نظامه الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، مجتهدة في رفع ألوية العلم والدين، تضع أزمة الأمور في أنظف الأيدي، وتعترف للجميع حقوقهم، وتحترم الحريات التي منحها الاسلام، ويكون رجالها خداما للاسلام، حراسا لحقوق المسلمين.
هذا وقد أيد الشيعة الحكومة الاسلامية، ودافعوا عن حقوق كافة المسلمين، ودعاياتهم على الحكومات المستعمرة في المؤتمرات العالمية وغيرها، فالعالم الاسلامي لا ينسى مساعي الشيعة في سبيل استقلال الجزاير المسلمة والباكستان واندونيسيا وحمايتهم عن الحكومة الجمهورية العربية في واقعة قنال السويس ولم يكن فرح ابنا الشيعة بهذه الفتوح أقل من فرح إخوانهم ابنا الجماعة ان لم يكن أكثر.
معنى الناصب نقل الخطيب في ص 15 بواسطة بعض الكتب عن كتاب مسائل الرجال مكاتبة محمد بن علي بن عيسى إلى الامام أبى الحسن على بن محمد بن علي بن موسى الكاظم عليهم السلام، ثم فسر ما فيها من السؤال عن الناصب، والجواب عن ذلك، واستخرج
(٣٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 ... » »»