والتبشير والالحاد وعبدة لنين وماركس، أدرك ما يجب عليه من القيام بابلاغ رسالة الاسلام لإنقاذ البشرية والسعي للقضاء على كل سلطة وسيطرة إلا سلطة أحكام الله تعالى، ويدك بذلك عروش الجبابرة والمستكبرين ويهدد كيانهم.
ولعمر الحق، ما على البسيطة شئ أشد خطرا على الاستكبار العالمي من تيقظ المسلمين من رقدتهم، واعتصامهم بحبل الله تعالى.
إذا فلا عجب من وقوفهم بوجه المصلحين وسعيهم في تفرقة كلمة المسلمين وتجزئة بلادهم ليكون كل إقليم ومنطقة تحت أمر حاكم عميل ونظام في خدمة الشرق أو الغرب.
فانظر إلى بلاد المسلمين بعين البصيرة والعبرة، لتدرك محنتها من هؤلاء الحكام والمهتمين بتفرقة المسلمين، ثم انظر هل تجد لهذه الحكومات المتخالفة في السياسة والنظام والإدارة، مفهوما غير أن الاستعمار لم يقم ولن يدوم في بلادنا إلا بها وأوجه السؤال إلى المسلمين المضطهدين تحت سيطرة هذه الحكومات الجائرة عن الحاكم الاسلامي الذي قرن الله طاعته بطاعة رسوله (صلى الله عليه وآله) من بينها؟
من الذي يحكم من حكام هذه البلاد بحكم الاسلام؟ وأية هذه الحكومات حكومة شرعية إسلامية تمثل وحدة الأمة وحكومتها العالمية التي تسود العالم كله؟
فهل تعرف منها من لا يتحكم في مصيره الشرق الملحد أو الغرب المستعمر؟ أو شبكات هؤلاء المستعمرين الذي لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، ينفقون الأموال الطائلة التي يحصلون عليها بامتصاص دماء الشعوب، من أجل اختلاق الخلافات وإنكار الحقائق الاسلامية، وإيجاد الشك في التاريخ الملئ بأمجادنا وبطولات أبطالنا، كما يحاولون أن تبقى اختلافات الفرق بحالها، فحينما يرون أن الشعور بالولاء لأهل البيت والتمسك بهم سيشمل جميع الأمة ويوحدها، ويذهب بالأحقاد التي أوجدتها السياسة ويقضي على تفرقة الأمة بالفريقين الشيعة والسنة، ويلف الجميع حول الكتاب والعترة (الثقلين) ويوحد المذاهب أجمع، يتوسلون بأهل التعصب والعناد والنصاب يخيفونهم من ظهور الحق ويقظة الشباب المثقف وفهمهم ما وراء الوقائع الدامية والخلافات الطائفية من مؤامرات المنافقين ومبغضي أهل البيت (عليهم السلام) فيستأجرون لذلك