مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ١١٩
الصلوات، وهذه شعائر الإسلام تعظم في مشارق الأرض ومغاربها. كل ذلك ببركات نهضتك المقدسة، وإيثارك الإسلام وأحكامه على نفسك الكريمة، ونفوس أهل بيتك، وأصحابك عليك وعليهم السلام.
يا سيد الأحرار. ويا معلم الشجاعة والغيرة والإباء.
هذه مجالس الشيعة ومحبي أهل البيت، وحفلاتهم تحيى بذكر مصائبك، وما تحملت في سبيل إعلاء كلمة الله من النوائب، وما علمت الإنسانية من الدروس العالية في مدرسة كربلاء.
فذكراك، يا مولاي، ذكر الله تعالى، وذكرى الرسول، وذكرى والدك، بطل الإسلام، وذكرى أمك، سيدة نساء العالمين، وذكرى جميع رجالات الدين، وأنصار الحق، وحماة المستضعفين.
لقد ظلمك بنو أمية وأتباعهم، واشتروا لأنفسهم اللعن الأبدي، كما ظلمك من أنكر فضيلة البكاء، والنياحة عليك، وإقامة المآتم وحفلات العزاء، وحركة المواكب والهيئات، مما جرت السيرة المتشرعة من الشيعة، خواصهم وعوامهم عليه، لما فيه من إحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام)، والتأسي بهم. فهؤلاء الذين يعارضون شعائر العزاء لك، - وإن ادعوا أنهم الشيعة - ليس لهم التفكر الشيعي.
فالشيعة لا تشك فيما هو من ضروريات مذهبها، سيما إذا كان من مقوماته، ولا تشك فيما دلت السنة النبوية المروية من طرق الفريقين، والأحاديث المتواترة من طرق أهل البيت (عليهم السلام) على مطلوبيته واستحبابه.
لعن الله هذه الثقافة الغربية التي لا تهدف إلا إبعادنا عن الإسلام وعن أمجادنا وسنننا.
وإني لا يكاد ينقضي عجبي ممن يطلب مني ومن غيري تسجيل استحباب البكاء، والتعزية، والإبكاء، وإحياء الشعائر الحسينية، بكل شكل ونوع لم يكن منهيا عنه في الشرع، وقد أفتى به الأساطين، وسعوا في ترغيب الناس إليه، وألفوا فيه كتبا مفردة.
فقلما تجد كثرة الروايات في موضوع من الموضوعات، مثل ما جاء في البكاء على
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 117 118 119 120 121 122 123 125 ... » »»