مجمع النورين - الشيخ أبو الحسن المرندي - الصفحة ٩٧
من بين السبعة فقالا امن الله ورسوله فقال لهم رسول الله نعم حقا من الله ورسوله انه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وصاحب لواء الغر المحجلين يقعده الله عز وجل يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة وأعدائه النار فانطلق الرسول فأخبره بما قال فسكتوا عنه يومهم ذلك قال فلما كان الليل حمل علي فاطمة عليها السلام على حمار وأخذ بيد ابنيه الحسن و الحسين عليهما السلام فلم يدع أحدا من أصحاب رسول الله إلا تاه في منزله فناشدهم الله حقه ودعاهم الى نصرته فما استجاب منهم رجل غيرنا أربعة فانا حلقنا رؤسنا وبذلنا له نصرتنا وكان الزبير أشدنا بصيرة في نصرته فلما أن رأى علي عليه السلام خذلان الناس إياه وتركهم نصرته واجتماع كلمتهم مع أبي بكر وتعظيمهم إياه لزم بيته فقال عمر لأبي بكر ما يمنعك أن تبعث عليه فيبايع فأنه لم يبق أحد إلا وقد بايع غيره وغير هؤلاء الأربعة وكان أبو بكر أرق الرجلين وأرفقهما وادعاهما وابعدهما غورا والآخر أفظهما وأغلظهما وأجفاهما فقال له أبو بكر من نرسل إليه فقال عمر نرسل إليه قنفذ فهو رجل فظ غليظ جاف من الطلقاء أحد بني عدي بن كعب فأرسله وأرسل معه أعوانا فانطلق فاستأذن علي عليه السلام فأبى أن يأذن لهم فرجع أصحاب قنفذ الى أبي بكر وعمر وهما جالسان في المسجد والناس حولهما فقالوا لم يأذن لنا فقال عمر إذهبوا فان أذن لكم وإلا فادخلوا بغير إذن فانطلقوا فاستأذنوا فقالت فاطمة عليها السلام احرج عليكم أن تدخلوا على بيتي بغير إذن فرجعوا وثبت قنفذ الملعون فقالوا ان فاطمة قالت كذا وكذا فخرجنا أن ندخل بيتها بغير إذن فغضب عمر فقال مالنا وللنساء ثم امر اناسا حوله بتحصيل الحطب و حملوا الحطب وحمل معهم عمر فجعلوه حول منزل علي وفاطمة وأبنائهما عليهما السلام ثم نادى عمر حتى أسمع عليا وفاطمة والله لتخرجن يا علي ولتبايع خليفة رسول الله وإلا أضرمت عليك النار فقامت فاطمة عليها السلام فقالت يا عمر مالنا ولك فقال أفتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم بيتكم فقالت
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»