دراية ورواية على الطريق العام واجازاتهم بقلبهم الشريف موجودة عندي لولا الخوف من الاطالة والنسبة الى مدح النفس من الجهالة لكنت انقلها في كتابنا هذا ولكن اكتفيت بنقل بعضها تيمنا وتبركا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلوة والسلام على محمد وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين الى يوم الدين وبعد فلما تعلقت مشية تبارك وتعالى بحفظ هذا الدين القويم والصراط المستقيم والشريعة البيضاء والملة الغراء عن الزيغ والزلل والتحريف والحلل فرض على الانام تحصيل العلم بالاحكام ومعرفة الحلال والحرام وتنقيح مسالكها وتوضيح مداركها ومذهبهم على ذلك وحيث ورعهم وبعث إذ جعلهم ورثة الأنبياء وخلفاء الأوصياء والنظر إليهم عبادة والمجالسة معهم سعادة ومدادهم أفضل من دماء الشهداء فبادر إلى ذلك في كل زمان جماعة من الأزكياء الأتقياء فبذلوا مهجهم وجهدوا جهدهم وكم عز لهم اليوم فاتعبوا أبدانهم وأسهروا عيونهم فلله درهم كم عرفوا من قدر العلم ما عرفوا وكم صرفوا من أعمارهم ما صرفوا فجزاهم الله عن الإسلام وأهله خير الجزاء وممن من الله تعالى بهذه الموهبة العظيمة والنعمة الجسيمة العالم العامل والفاضل الكامل نخبة العلماء العاملين وصفوة الفضلاء الكاملين المولى المعتمد الشيخ الأجل الحاج الشيخ أبو الحسن المرندي سلمه الله تعالى فانه صرف أكثر عمره الشريف في تحصيل المسائل الأصولية والقواعد الفرعية وحضر لدى الأساطين وتلقى المسائل بالبراهين وبلغ من رتبة الاجتهاد ما بلغ فهو صاحب القوة القدسية التي يقتدر بها من رد الفروع إلى أصولها ونافذ الأحكام الذي لا يجوز حكمه كما نطقت به المرفوعة والمقبولة فانه رد على الله تعالى فهو على حد الشرك بالله عز اسمه فله العمل بكل ما يستنبطه من الأحكام الشرعية عن أدلتها التفصيلية والتصدي للوظائف الشرعية التي لا يجوز لغير الحاكم إلا باذنه وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فالمرجو من أخلاقه
(٨)