مجمع النورين - الشيخ أبو الحسن المرندي - الصفحة ٦٨
يريد عليا فبادر بالصلاة قبل أن يفيق فأنه إذا فاق خفت أن يأمر عليا بالصلوة فقد سمعت مناجاته منذ الليلة وفي آخر كلامه الصلوة الصلوة قال فخرج أبو بكر ليصلي بالناس فأنكر القوم ذلك ثم ظنوا أنه بأمر رسول الله فلم يكبر حتى أفاق وقال ادعوا لي العباس فدعا فحمله هو وعلي فأخرجاه حتى صلى بالناس وأنه لقاعد ثم حمل فوضع على منبره فلم يجلس بعد ذلك على المنبر واجتمع له جميع أهل المدينة من المهاجرين والأنصار حتى برزت العواتق من خدورهن فبين باك وصايح وصارخ ومسترجع والنبي يخطب ساعة ويسكت ساعة وكان مما ذكر في خطبته أن قال يا معشر المهاجرين والأنصار ومن حضر بي في يومي هذا وفي ساعتي هذه من الجن والإنس فليبلغ شاهدكم الغائب إلا وقد خلفت فيكم كتاب الله فيه النور والهدى والبيان ما فرط الله فيه من شئ حجة الله لي عليكم وخلفت فيكم العلم الأكبر علم الدين ونور الهدى وصيي علي بن أبي طالب ألا هو حبل الله فاعتصموا به جميعا ولا تفرقوا عنه واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا أيها الناس هذا علي بن أبي طالب كنز الله اليوم وما بعد اليوم من أحبه وتوليه اليوم وما بعد اليوم فقد اوفى بما عاهد عليه الله وأدى ما وجب عليه ومن عاداه اليوم وما بعد اليوم جاء يوم القيامة أعمى وأصم لا حجة له عند الله أيها الناس لا تأتوني غدا بالدنيا فزفونها زفا ويأتي أهل بيتي شعثا غبرا مقهورين مظلومين يسئل دماءهم امامكم وبيعات الضلالة والشورى للجهالة إلا وأن هذا الأمر له أصحاب وايات وقد سماهم الله في كتابه وعرفتكم وبلغتكم ما أرسلت به إليكم ولكني أريكم قوما تجهلون لا ترجعن بعدي كفارا مرتدين متاولين للكتاب على غير معرفة وتبتدعون السنة بالهوى لأن كل سنة وحدث وكلام خالف القرآن فهو رد وباطل القرآن امام هدى وله قايد يهدي إليه ويدعوا إليه بالحكمة والموعظة الحسنة ولي الأمر بعدي ووارث علمي وحكمتي وسري وعلانيتي وما ورثه النبيون من قبلي وأنا وارث ومورث فلا يكذبنكم أنفسكم أيها الناس الله الله في أهل
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»