فقد الواحد بعد الواحد يفنى الجمع والعدد فما احس بدمعة ترقى من حمينى وانى نفسي من صدري عن رواج الرزايا وسوالف البلايا الا ما لنفسي عن غوايل اعظمها واقطعها وبواقي اشدها وانكرها ونوائب مخلوطة بغضبك ونوازل معجونة يخطك قال سدير فاستطارت عقولنا ولها وتصدعت قلوبنا جزعا من ذلك الخطب الهايل والحادث الغايل وظننا انه اسمت لمكروهه فارعة أو حلت من الدهر بائقة فقلنا لا ابكى الله يابن خير الورى عنينك من من اية حادثة تسترق دمتعك وتستمطر عبرتك واية حالة حتمت عليك هذه الماتم قال فزفز الصادق ع زفرة فتح منها جوفه واشتد عنها خوفه وقال ويلكم نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا وعلم ما كان وما يكون الى يوم القيمة خص الله به محمدا والائمة من بعده عليهم السلام وتاملت مولد غائبنا وغيبته وابطاؤه وطول عمره وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان وتولد الشكوك في قلوبهم و طول غيبته وارتداد اكثرهم عن دينهم وخلعهم عن ربقة الاسلام من اعناقهم التى قال الله جل ذكره وكل انسان الزمناه طائره في عنقه يعنى الولاية فاخذتنى الرنة ع واستولت على الاحزان فقلنا يابن رسول الله كرمنا وفضلنا باشراكك ايانا في بعض ما انت تعلمه من علم ذلك قال ان الله تبارك وتعالى ادار للقائم منا ثلاثة ادارها لثلاثة من الرسل عليهم السلام قدر مولده تقدير مولد موسى وقدر غيبته بقدر غيبة عيسى وقدر ابطائه بتقدير ابطاء نوح وجعل له من بعد ذلك عمر العبد الصالح يعنى الخضر دليلا على عمره فقلنا اكشف لنا يابن رسول الله عن وجوه هذه المعاني قال ع اما مولد موسى فان فرعون لما وقف على ان زوال ملكه على يده امر باحضار الكهنة فدلوه على نسبه وانه يكون من بنى اسرائيل حتى قتل في طلبه نيفا وعشرين الف مولود وتعذر عليه الوصول الى قتل موسى بحفظ الله تبارك وتعالى اياه كذلك بنوا امية وبنوا العباس لما وقفو اعلى ان زوال ملك الامراء والجبابرة
(٣٤١)