عليه بل ماتا على ظلمهما أياه وأما قولي فرحمة الله عليهما يوم القيامة فالمراد به أن رسول الله ينتصف له منهما أخذا من قوله تعالى وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين أقول أجاز لي بعض الأفاضل في المكة زاد الله شرفها رواية هذا الخبر وأخبرني أنه أخرجه من الجزء الثاني من كتاب دلايل الامامة وهذه صورته حدثنا أبو الحسين محمد بن هرون بن موسى التلعكبري قال حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا أبو علي محمد بن همام قال حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي قال حدثني عبد الرحمن بن سنان صيرفي عن جعفر بن علي الجواد عن الحسن بن مسكان عن المفضل بن عمر الجعفي عن جابر الجعفي عن سعيد بن المسيب قال لما قتل الحسين بن علي صلوات الله عليهما وورد نعيه الى المدينة وورد الأخبار بخبر رأسه وحمله الى يزيد بن معاوية وقتل ثمانية عشر من أهل بيته وثلث وعشرين رجلا من شيعته وقتل علي أبنه بين يديه وهو طفل يتشابه وسبي ذراريه أقيمت المأتم عند أزواج النبي في منزل أم سلمه رضي الله عنها وفي دور المهاجرين والأنصار قال فخرج عبد الله بن عمر الخطاب صارخا من داره ولاطما وجهه شاقا جيبه يقول يا معشر بني هاشم وقريش والمهاجرين والأنصار يستحل هذا من رسول الله في أهله وذريته وأنتم أحياء ترزقون لا قرار دون يزيد وخرج من المدينة تحت ليلة لا يرد مدينة إلا صرخ فيها واستقر أهلها على يزيد وأخباره يكتب بها الى يزيد فلم يمر بملا من الناس إلا لعنه وسمع كلامه وقالوا هذا عبد الله بن عمر خليفة رسول الله وهو ينكر فعل يزيد بأهل بيت رسول الله ويستنفر الناس على يزيد وان من لم يجبه لا دين له ولا إسلام واضطرب الشام عن فيه وورد دمشق وأتى باب اللعين يزيد في خلق من الناس يتلونه فدخل أذن يريد عليه فأخبره بوروده ويده على أم رأسه والناس يهرعون إليه قدامه ووراءه فقال يزيد فوره من فوراة أبي محمد وعن قليل يفيق منها فأذن له وحده فدخل صارخا يقول لا أدخل
(١٠٥)