نعم. فاطمة وما أدراك ما فاطمة. فاطمة التي عرفها لنا أبوها الصادق الأمين الذي هو أعرف الناس بالله والناس بقوله (ص) المتواتر: فاطمة سيدة نساء أهل الجنة. وقوله الشهير: فاطمة سيدة نساء العالمين. ومعنى هذا وذاك أنها نابغة النساء كلهن من الأولين والآخرين من أهل عالمي الدنيا والآخرة أي ما خلق الله في الدارين أفضل منها. ولا غرابة في ذلك إذ ليس على الله بمستنكر إن يجمع العالم في واحد وهذه الحقيقة الناصعة بتفضيلها المطلق قد أوضحناها تمام الإيضاح بأدلتها في هذه الدراسة التي بين يدي القارئ الكريم.
وهي دراسة موضوعية موسعة في المفضلين والمفضلات من الرجال والنساء على ضوء الأدلة الأربعة كتابا وسنة وإجماعا وعقلا، وتتضمن تراجم ضافية للمفضلات من النساء بالخصوص لأن الكتاب مخصص لهن، كما تتضمن التحقيق والتدقيق من جوانب شتى، ومن أسانيد ومتون ورواية ودراية. وتشتمل (بنفس الوقت) على فوائد جمة ومعطيات مهمة خاصة وعامة لا يستغنى عنها. وقد فصلناها إلى أربعة فصول راجع فهرستها إذا شئت. نسأل الله نشرها والاستفادة منها للجميع إنه سميع مجيب.
وهذه الدراسة قد قمنا بتأليفها في مسودة قبل أكثر من عشرين سنة في وقت كان من نيتنا أن نقوم بتأليف موسوعة كبرى في فاطمة الزهراء