عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٤٥
الروم ودورهم في عصر الظهور المقصود بالروم في الأحاديث الواردة عن آخر الزمان وظهور المهدي عليه السلام: الشعوب الأوربية، ومنهم امتدادهم في القرون الأخيرة في أمريكا. فهؤلاء هم أبناء الروم، وورثة أمبراطوريتهم التاريخية.
قد يقال: إن الروم الذين أنزل الله تعالى فيهم سورة من كتابه العزيز وسماها باسمهم، والذين حاربهم النبي صلى الله عليه وآله والمسلمون من بعده، هم غير هؤلاء. فأولئك هم البيزنطيون الذين كانت عاصمتهم مدينة روما في إيطاليا، ثم صارت مدينة القسطنطينية، حتى فتحها المسلمون أخيرا قبل نحو 500 سنة، وسموها " إسلام بول " ويلفظها الناس استنبول.
والجواب: صحيح أن الروم عند نزول السورة الكريمة باسمهم، وعند صدور الأحاديث الشريفة عنهم، كانوا هم أصحاب الإمبراطورية الرومية أو البيزنطية المعروفة. ولكن الغربيين الفعليين ليسوا غيرهم، بل هم امتدادهم السياسي والحضاري، بل جزء منهم. فإن الشعوب الفرنسية والبريطانية والألمانية وغيرها، كانت أجزاء حقيقية من الإمبراطورية الرومية في ثقافتها وسياستها ودينها، وتسميتها بالمستعمرات الرومانية آنذاك لا يلغي هذه الحقيقة. بل إن أباطرة الروم البيزنطيين أنفسهم على مدى
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»