عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٤١
القانون أنه يجب مقاومته تغييره. الخ.
وليس معناه كما يتصور بعضهم أنه لا يقدر أحد أن يذكر اسم الله تعالى مطلقا، فإن الذي يثير الكفار والجبابرة والظالمين وحتى الملحدين، انما هو ذكر اسمه تعالى عندما يمس بكفرهم وظلمهم وتسلطهم.
وفي رواية " حتى لا يقدر أحد أن يقول لا إله إلا الله " وهي أوضح في أن المقصود أنه لا يقدر أحد أن يعلن توحيد الله تعالى بالحاكمية، ورفض حاكمية الكفار والظالمين الذين لا يحكمون بشريعته عز وجل.
وعن أمير المؤمنين (ع) قال " إن دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان، ولها إمارات. فإذا استثارت عليكم والترك، وجهزت الجيوش. ويتخالف الترك والروم، وتكثر الحروب في الأرض " البحار ج 52 ص 208.
وكلامه عليه السلام واضح في أن فتنة الروم والترك وتحركهم لغزو بلادنا من امارات ظهور المهدي عليه السلام. وتعبير " استثارت " تعبير دقيق، أي تحركت ذاتيا على بلادنا الاسلامية من أجل التسلط عليها واستثمارها. وكذلك تعبير " ويتخالف الترك والروم " وذلك في صراعهم على تقاسم النفوذ والسيطرة بعد أن كانوا متخالفين. ولكنهم يبقون في نفس والوقت متفقين في عدائهم لنا، ومتعاونين في استثارتهم ضدنا وتجهيزهم الجيوش، كما هو واقعهم.
" وتكثر الحروب في الأرض " كما نرى أنه لا تخلو قارة من حرب أو أكثر، ولا تهدأ حرب حتى تنفتح حرب أخرى أو أكثر، كل ذلك بسبب استثارة الروم والترك وتخالفهم، ومعهم ومن ورائهم اليهود يشعلون فتيل الحروب كلما استطاعوا وأينما استطاعوا. وسيأتي تفسير المقصود بالروم والترك.
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»