عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٣٦٠
هو على تقدير ثبوته، وإلا فقد قال الحاكم: إنما أوردته تعجبا لا محتجا به.
وقال البيهقي: تفرد به محمد بن خالد، وقال الحاكم انه مجهول، واختلف عنه في اسناده، وصرح النسائي بأنه منكر. وجزم غيره من الحفاظ بأن الأحاديث التي قبله، أي الناصة على أن المهدي من ولد فاطمة، أصح إسنادا " ج 1 ص 433، ثم ذكر جملة أخرى من أحاديث المهدي عليه السلام.
أبو الفداء ابن كثير قال في النهاية: " فصل في ذكر المهدي الذي يكون في آخر الزمان، وهو أحد الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين. فقد نطقت به الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأنه يكون في آخر الدهر.. ".
وقال تعقيبا على حديث " تخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شئ حتى تنصب بإيلياء ": وهذه الرايات ليست هي التي أقبل بها أبو مسلم الخراساني فاستلب بها دولة بني أمية في سنة سنتين وثلاثين ومئة، بل رايات سود أخرى تأتي صحبة المهدي، وهو محمد بن عبد الله العلوي الفاطمي الحسني رضي الله عنه، يصلحه الله في ليلة واحدة، أي يتوب عليه، ويوفقه، ويلهمه ويرشده، بعد أن لم يكن كذاك. ويؤيده ناس من أهل المشرق ينصرونه، ويقيمون سلطانه ويشيدون أركانه، وتكون راياتهم سودا أيضا، وهو زي عليه الوقار لان راية رسول الله صلى الله عليه وآله كانت سوداء يقال لها العقاب.
".. والمقصود أن المهدي الممدوح الموعود بوجوده في آخر الزمان يكون أصل ظهوره وخروجه من ناحية المشرق، ويبايع له عند البيت، كما دل
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»