عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٣٧١
يقيم الدين فينفخ الروح في الاسلام. يعز الاسلام به بعد ذلة، ويحيا بعد موته. يضع الجزية، ويدعو إلى الله بالسيف، فمن أبى قتل، ومن نازعه خذل. يظهر من الدين ما هو عليه في نفسه ما لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله لحكم به. يرفع المذاهب من الأرض فلا يبقى الا الدين الخالص.
أعداؤه مقلدة الفقهاء أهل الاجتهاد، لما يرونه من الحكم بخلاف ما حكمت به أئمتهم، فيدخلون كرها تحت حكمه خوفا من سيفه وسطوته، ورغبة فيما لديه.
يفرح به عامة المسلمين أكثر من خواصهم، ويبايعه العارفون من أهل الحقائق عن شهود وكشف بتعريف إلهي.
له رجال إلهيون يقيمون دولته وينصرونه، هم الوزراء، يحملون أثقال المملكة، ويعينونه على ما قلده الله.
".. فشهداؤه خير الشهداء، وأمناؤه أفضل الامناء، وان الله يستوز له طائفة خبأهم له في مكنون غيبه، أطلعهم كشفا وشهودا على الحقائق، وما هو أمر الله عليه في عباده. فبمشاورتهم يفصل ما يفصل، وهم العارفون الذين عرفوا ما ثم.
وأما هو نفسه فصاحب سيف حق وسياسة مدنية. يعرف من الله قدر ما تحتاج إليه مرتبته ومنزله، لأنه خليفة مسدد، يفهم منطق الحيوان، يسري عدله في الإنس والجان، من أسرار علم وزرائه الذين استوزرهم الله له لقوله " وكان حقا علينا نصر المؤمنين " وهم على أقدام (و) رجال من الصحابة، صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وهم من الأعاجم ما فيهم عربي، لكن لا يتكلمون الا بالعربية. لهم حافظ ليس من جنسهم، ما عصى الله قط، هو أخص الوزراء وأفضل الامناء، المصدر ج 1 ص 106 - 107
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»