عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٣٥٩
القول الثالث، أنه رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله من ولد الحسن بن علي، يخرج في آخر الزمان وقد امتلأت الأرض جورا وظلما فيملؤها قسطا وعدلا. وأكثر الأحاديث على هذا تدل. وفي كونه من ولد الحسن سر لطيف، وهو ان الحسن رضي الله تعالى عنه ترك الخلافة لله، فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة بالحق المتضمن للعدل الذي يملأ الأرض، وهذه سنة الله في عباده، أنه من ترك لأجله شيئا أعطاه الله أو أعطى ذريته أفضل منه. " الخ. المصدر ج 1 ص 289.
ابن حجر الهيثمي قال في كتابه " الصواعق المحرقة ": " الآية الثانية عشرة قوله تعالى " وإنه لعلم للساعة " قال مقاتل بن سليمان ومن تبعه من المفسرين إن هذه الآية نزلت في المهدي، وستأتي الأحاديث المصرحة بأنه من أهل البيت النبوي، وحينئذ ففي الآية دلالة على البركة في نسل فاطمة وعلي رضي الله عنهما، وأن الله ليخرج منهما كثيرا طيبا، وأن يجعل نسلهما مفاتيح الحكمة ومعادن الرحمة. وسر ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله أعاذها وذريتها من الشيطان الرجيم، ودعا لعلي بمثل ذلك. وشرح ذلك كله يعلم بسياق الأحاديث الدالة عليه " المصدر ج 1 ص 420 أقول: ويمكن الجمع بين تفسيره الآية بالمهدي وتفسيرها بعيسى عليهما السلام بأن عيسى ينزل في زمن المهدي ويعاونه، وتظهر آيات الحق والساعة على يديهما معا.
وقال ابن حجر بعد أن أورد جملة من أحاديث المهدي، معلقا على حديث " لا مهدي الا عيسى بن مريم ": " ثم تأويل لا مهدي الا عيسى " انما
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»