عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٣٦
بضربتها شخصية كل مسلم، وتموج بمجتمع المسلمين موجا شديدا كمور السفينة في البحر المضطرب، ولا يجد أحد ملجأ من خطرها على دينه ودين أسرته، ولا ملجأ من ظلم حكام الجور ومن معهم من الغربيين والشرقيين الذين يأتون ويتولون أمور الأمة كما ورد في حديث سيأتي ذكره " عندها يجئ قوم من المشرق وقوم من المغرب يلون أمتي ".
ثالثا: أن شرها وبداية موجها يتركز على بلاد الشام " تطير بالشام " أي تبدأ من بلاد الشام، ولذا سماها أعداؤنا منطقة (الاشعاع الحضاري) فكيف إذا أضفنا إلى ذلك زرع إسرائيل في بلاد الشام، وفي رواية " تطيف بالشام " أي تحيط ببلاد الشام، ثم تمتد إلى بقية بلاد العرب والمسلمين.
بل أطلقت إحدى الروايات الشريفة عليها اسم " فتنة فلسطين " وأن موجها يتركز على أهل بلاد الشام أكثر من غيرهم.
رابعا: أن هذه الفتنة تتمادى زمنا طويلا ولا ينفع معها أنصاف الحلول، لأنها فتنة حضارية أعمق من حلول الترقيع والصلح، ولان موج المقاومة في الأمة وموج عداوة العدو يفتق الحلول من ناحية أخرى " لا ترفعونها من ناحية إلا انفتقت من ناحية أخرى " وفي رواية " لا ترتقونها من جانب إلا انفتقت أو جاشت من جانب آخر " والمعنى واحد، لان حلها يكون فقط بحركة التمهيد للمهدي في الأمة، ثم بظهوره المبارك أرواحنا فداه.
وقد صرحت العديد من رواياتها بأنها متصلة بظهور المهدي عليه السلام وأنها آخر الفتن، وبعض رواياتها وان وردت مطلقة لم يصرح فيها بأنها الفتنة التي قبل ظهور المهدي، ولكنها ذكرت أنها الفتنة الأخيرة، ووصفتها بنفس الصفات. فتكون هي المقصودة لا محالة للمطلق على المقيد.
إن هذه الصفات الأساسية في هذه الفتنة، وصفات أخرى وردت في أحاديث أخرى سنذكر بعضها، لا يمكن تطبيقها على أي فتنة داخلية أو
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»