أربعين الفا من جيش الحسن، مع قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري، بعد أن رجعت اليه قيادة المقدمة في " مسكن " بفرار عبيد الله ومن معه. ومعنى ذلك ان مقدمة الحسن وحدها كانت قبل حوادث الفرار ثمانية وأربعين الف مقاتل!!
وهذا ما لا يصح في التاريخ.
فلم تكن المقدمة الا اثني عشر الفا، منذ كان عليها عبيد الله بن عباس كما هو صريح الفقرة التي تخص العدد فيما عهد به الحسن إلى قائده، حين سرحه على رأس هذه المقدمة، وصريح نصوص كثيرة للمؤرخين لا يتخللها شك.
وروايات الزهري في قضايا أهل البيت أضعف الروايات، وأشدها إرباكا لموضوعاتها. وسمه صاحب " دراسات في الاسلام " (ص 16) بأنه كان " عاملا مأجورا للأمويين " وكفى.
على اننا إذا حاولنا التصرف في رواية الزهري هذه وأردنا علاج إرباكها المقصود، فأرجعنا الضمير في قوله " وقد نزل معاوية بهم وعمرو وأهل الشام " إلى جيش معاوية دون جيش قيس، يكون المعدود حينئذ جنود معاوية التي نزل بها على قيس، وليكن المقصود منهم " أهل العطاء خاصة " وليكن المقصود من " أهل الشام " المتطوعين غير أهل العطاء، ليتم بذلك التوفيق بين روايته هذه، والروايات الأخرى التي تعد مقدمة الحسن، والتي تعد جنود معاوية.
واما رابعا: فالعسكر العظيم، وهو تصريح ابن أبي الحديد فيما وصف به مسير الحسن من النخيلة صوب دير عبد الرحمن في طريقه إلى معسكراته. والكلمة كما ترى، مجملة لا تأبى الانطباق على العدد الذي ذكرناه آنفا، فان ستة عشر الفا " عسكر عظيم "، وان أبيت فعشرين الفا.
واما خامسا: فرواية البحار، وهي أولى النصوص التي أوردناها في سبيل استيعاب