شكره، ولا يبلغه صفة ولا قول.
ونحن انما غضبنا لله ولكم، فإنه من علينا بما هو أهله ان نشكر فيه آلاءه وبلاءه ونعماءه، قولا يصعد إلى الله فيه الرضا وتنتشر فيه عارفة الصدق، يصدق الله فيه قولنا، ونستوجب فيه المزيد من ربنا، قولا يزيد ولا يبيد.
فإنه لم يجتمع قوم قط على امر واحد الا اشتد امرهم واستحكمت عقدتهم، فاحتشدوا في قتال عدوكم معاوية وجنوده، فإنه قد حضر، ولا تخاذلوا، فان الخذلان يقطع نياط القلوب، وان الاقدام على الأسنة نجدة وعصمة، لأنه لم يمتنع قوم قط الا رفع الله عنهم العلة وكفاهم جوانح الذلة، وهداهم إلى معالم الملة.
والصلح تأخذ منه ما رضيت به والحرب يكفيك من أنفاسها جرع