حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٢٨٩
وقد لبس عمامته، وكان في مقدمة العلماء يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن رافع وأحمد بن حرب وغيرهم (1) لما رأته الجماهير الحاشدة وهو بتلك الهيئة التي تحكي هيئة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) تعالت أصواتهم بالتهليل والتكبير مشفوعة بالأسى والبكاء، وقد ضجت البقعة بالبكاء فنادى العلماء والحفاظ:
" معاشر الناس انصتوا، وعوا ولا تؤذوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في عترته ".
والقى الإمام (عليه السلام) على العلماء هذا الحديث الشريف فقال:
" سمعت أبي موسى بن جعفر يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد يقول:
سمعت أبي محمد بن علي يقول: سمعت أبي علي بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن علي يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السلام) يقول: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: " لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي ".
ولما مرت الراحلة نادى أهل (نيسابور) فقال: " ولكن بشروطها، وأنا من شروطها " (2).
ان كلمة لا إله إلا الله حصن من حصون الله تعالى، ولكنها ليست على اطلاقها موجبة للنجاة من العذاب، والامن من العقاب، ولكن بشروط منها الاقرار بامامة الإمام الرضا (عليه السلام) الذي هو أحد أوصياء رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وقد كتب هذا الحديث الشريف ما ينيف على عشرين ألفا (3) من العلماء والحفاظ، أما أسند هذا الحديث الشريف فهو من أجل وأروع الأحاديث المسندة يقول أحمد بن حنبل: لو قرئ هذا الاسناد على مجنون لبرئ من جنته (4) وقد أوصى

(1) المنتظم لابن الجوزي مصور في مكتبة السيد الحكيم (ج 10 ورقة 67).
(2) عيون أخبار الرضا 2 / 135 ونال هذا الحديث أهمية كبرى عند العلماء فذكروا له عدة طرق وأدرجوه في الأخبار المتواترة التي هي قطيعة الصدور.
(3) اخبار الدول (ص 115).
(4) الصواعق المحرقة.
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»
الفهرست