حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٢٨٠
استطاع بدهاء منقطع النظير القضاء عليها وذلك بعقده بولاية العهد للإمام الرضا الذي هو سيد العلويين وزعيمهم بلا منازع، والذي يدين شطر كبير من هذه الأمة بإمامته.
لقد اخمد المأمون الثورة، واستأصلها من جذورها بعطفه المصطنع لأهل البيت، وترشيحه للخلافة الإمام الرضا ثم مبايعته له بولاية العهد، وضربه للسكة باسمه.
ه‍ - ولعل من جملة الأسباب التي حفزت المأمون إلى تظاهره بالتشيع، هو كشف الشيعة، ومعرفة السلطة بأسمائهم وأماكنهم بعد ما كانوا خلايا تحت الخفاء، فقد عجزت الحكومات العباسية السابقة على حكومة المأمون عن معرفتهم، والوقوف على نشاطاتهم ومعرفة خلاياهم، فأراد المأمون بما صدر منه من الاحسان إلى العلويين، وانتقاصه للخلفاء، وذمه لمعاوية، وغير ذلك مما صدر منه كشف الشيعة حتى تطاردهم أجهزة أمنه، وشرطته، وقد دلت على ذلك بعض الوثائق الرسمية التي صدرت منه... هذه بعض الأسباب التي دعت المأمون إلى التظاهر بالولاء لأهل البيت (عليهم السلام).
منهج حكمه:
ونهج المأمون في أيام حكومته منهج معاوية بن هند، فقد ذكر المؤرخون انه عرضت عليه سيرة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي (عليه السلام) فأبى أن ينهج نهجهم، ويسير بسياستهم، ولكنه قبل أن يسير بسيرة معاوية الذئب الجاهلي الذي كان يأخذ الأموال من وجوهها، ويضعها كيف يشاء، وقال المأمون: ان كان فهذا (1) لقد اقتدى بمعاوية ونهج نهجه فعمد إلى اغتيال الأبرياء فدس إليهم سما قائلا فقضى عليهم كما فعل معاوية بخصومة، وهو القائل: (ان لله جنودا من عسل) لقد كان المكر والخداع من أبرز صفاته، كما كان معاوية.

(1) حياة الإمام الرضا (ص 181) نقلا عن المحاسن والمساوئ للبيهقي (ص 295).
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»
الفهرست