لهم سماع كلمة الإمام (ع)، لانشغالهم مع بعضهم بأحاديث خاصة، أو لتوجههم لأمور جانبية أخرى، كما يحدث ذلك كثيرا في مناسبات كهذه..
نرى الإمام (ع) يتصرف بنحو آخر، حيث إنه عندما سارت به الناقة، وفي حين كانت أنظار الناس كلهم. وقلوبهم مشدودة إليها..
نراه يخرج رأسه من العمارية، فيسترعي ذلك انتباه الناس، الذين لم يكونوا يترقبون ذلك منه. ثم يملي عليهم - وهم يلتقطون أنفاسهم، ليستمعوا إلى ما يقول - كلمته الخالدة الأخرى:
" بشروطها، وأنا من شروطها ".
لقد أملى الإمام (ع) كلمته هذه عليهم، وهو مفارق لهم، لتبقى الذكرى الغالية، التي لا بد وأن يبقى لها عميق الأثر في نفوسهم (1).
لقد أبلغهم (ع) مسألة أساسية أخرى، ترتبط ارتباطا وثيقا بالتوحيد، ألا وهي مسألة: " الولاية ".
وهي مسألة بالغة الأهمية، بالنسبة لأمة تريد أن تحيا الحياة الفضلى، وتنعم بالعيش الكريم، إذ ما دامت مسألة القيادة الحكيمة. والعادلة، والواعية لكل ظروف الحياة. وشؤونها، ومشاكلها - ما دامت هذه