أن يقضي على الزيدية، ويكسر شوكتهم بالبيعة للإمام الرضا (ع) بولاية العهد، ولهذا نرى أنه قد طبق اللقب، الذي طالما دعا إليه الزيدية، واعترف به العباسيون، بل ودعوا إليه في بدء دعوتهم ودولتهم، ألا وهو لقب: " الرضا من آل محمد "، طبقه على علي ابن موسى (ع)، فسماه: " الرضا من آل محمد " (1). فأصبحت بذلك حجته قوية على الزيدية، بل لم يعد لهم حجة أصلا. وأصبح يستطيع أن ينام قرير العين، إذ قد أصبح " الرضا من آل محمد " موجودا، فالدعوة إلى غيره ستكون لا معنى لها البتة. ولسوف تكون مرفوضة من الناس جملة وتفصيلا. وكان ذلك بطبيعة الحال السبب الرئيسي في إضعاف الزيدية، وكسر شوكتهم، وشل حركتهم.
والذي ساهم إلى حد كبير في إضعافهم، وشل حركتهم، هو اختياره الإمام (ع) بالذات، حيث إنه الرجل الذي لا يمكن لأحد كائنا من كان أن ينكر فضله، وعلمه، وتقواه، وسائر صفاته ومزاياه، التي لم تكن لأحد في زمانه على الاطلاق، فليس لهم بعد طريق للاعتراض عليه: بأن الذي اختاره لولاية عهده، والخلافة من بعده، ليس أهلا