أن تقيم بخراسان، حتى تسكن قلوب الناس على هذا، ويتناسوا ما كان من أمر أخيك.. " (1).
المأمون في الحكم:
وإذا ما أردنا أن نعطف نظرنا على ناحية أخرى في سياسة النظام المأموني، فإننا سوف نرى أنه لم يكن موفقا في سياسته مع الناس، سواء في ذلك العرب أو الإيرانيون، بالأخص أهل خراسان، حيث لم يحاول أن يتجنب سياسة الظلم والعسف والاضطهاد، التي كان يمارسها أسلافه مع الرعية. بل لعله زاد عليهم، وسبقهم أشواطا بعيدة في ذلك، أما سياسته مع العرب:
فالمأمون، وإن استطاع أن يصل إلى الحكم إلا أنه فشل في مهمة الفوز بثقة العرب، خصوصا إذا لاحظنا بالإضافة إلى ما قدمناه تحت عنوان " كيف يثق العرب بالمأمون ". ما نالهم منه، ومن عماله، من صنوف العسف والظلم - عدا عما فعلته فيهم تلك الحروب الطاحنة، التي شنها ضد أخيه الأمين - فإن ذلك يفوق كل وصف، ويتجاوز كل تقدير،