أعطاك ربك ما هويت وإنما * تلقى خلاف هواك عند " مراجل " تعلو المنابر كل يوم آملا * ما لست من بعدي إليه بواصل (1) وقد أقذع في هجائه، حين كتب إليه أيام الفتنة بينهما بقوله:
يا بن التي بيعت بأبخس قيمة * بين الملأ في السوق هل من زائد ما فيك موضع غرزة من إبرة * إلا وفيه نطفة من واحد فأجابه المأمون:
وإنما أمهات الناس أوعية * مستودعات وللأما أكفاء فلرب معربة ليست بمنجبة * وطالما أنجبت في الخدر عجماء (2) وأخيرا. فإن خير ما يصور لنا الحالة المعنوية التي كان يعاني منها المأمون، هو قول دعبل مخاطبا له:
إني من القوم الذين سيوفهم * قتلت أخاك، وشرفتك بمقعد شادوا بذكرك بعد طول خموله * واستنقذوك من الحضيض الأوهد (3) مركز الأمين هو الأقوى:
وبعد كل ما تقدم. فإن ما لا بد لنا من الإشارة إليه هنا، هو: